اشتعلت المشاعر والجدل حول هذا الكتاب الذي أعاد تقييم جذور الشعر الجاهلي وتوقيته. بتصريح جريء، اعتبر المؤلف أن الشعر الجاهلي قد انتحل صفات عصر صدر الإسلام، مما أثار صدمة قوية بين معاصريه. استُخدمت القلم والأقلام كأسلحة في معارك حامية بين المؤلف ومعارضيه، وباتت الجرائم القلمية تراقب بنظرة حادة. حتى تعدى الأمر ذلك بكثير وواجه المؤلف تهمًا بالإلحاد وإهانة الإسلام، لكنه نجا من هذه الملاحم ببراءة معدلة. في ظل هذه الصراعات، اعتمد المؤلف "منهج البحث العلمي" لتحليله العميق للشعر الجاهلي، مستعينًا بمنهجية "ديكارت" لبناء نقده المثير والجريء. في نهاية المطاف، لم يكن هذا إلا جرأة أدبية كتبها "عميد الأدب العربي" في رحلته المثيرة لإعادة صياغة التاريخ الأدبي.